منذ وجد الإنسان على وجه الأرض والحرب قائمة بينه وبين جرثومة المرض ولا شك ان الغلبة حتى الآن كانت للانسان والدليل على ذلك تزايد عدد السكان منذ بدء الخليقة للآن وكانت مقاومة جسم الإنسان للمرض قوية وناجحة وتعتمد على خواصه الذاتية ، مثل كرات الدم البيضاء والأجسام الموجودة بالدم التى تلتهم الجرثومة المهاجمة فتحبط الهجوم الجرثومى وتنتهى المعركة بفوز الإنسان .. على انه كان للمعركة ضحايا كثيرون من البشر. أما فرادى فى الأمراض العادية واما بالآلاف كما كان يحدث فى الأوبئة.
وهناك فكر الإنسان فى استحداث ما يدعم المناعة الذاتية وهنا كان اختراع الأمصال والطعوم التى تنشط مقاومة الجسم فتجعله مستعدا للهجمة الجرثومية المتوقعة كما حدث
مع مرض الجدرى ( الذى انتهى من على وجه الأرض) وأمراض شلل الأطفال والحصبة وغيرها.
وعلى ان هناك أمراض لا تفنيها الأمصال والطعوم الواقية مثل النزلات الشعبية والالتهابات الرئوية والنزلات المعوية أو أمراض أخرى لا تعطى الطعوم الواقية منها وقاية كاملة كالتيفود والدفتريا.
وهنا اكتشف العلماء مستحضرات تضاد الجراثيم وتقتلها بعد أن تغزو الجسم … تلك هى المضادات الحيوية.
ما هو المضاد الحيوى ؟
المضاد الحيوى هو مادة يتناولها المصاب بجرثوم معين فتؤثر على أجهزة الجرثوم الحيوية وعلى جدار الخلوى بما يؤدى الى أضعافه فيسهل على أجهزة الجسم المناعية الى ان تتخلص منه وبعض المضادات تؤدى الى قتل الجرثومة مباشرة لكن المضادات الحيوية اكتشاف حديث لم يتجاوز عمره الخمسين عاما بادئا بالبنسلين وقد تسلل المضاد الحيوى الى عقل وقلب الأطباء وبالتالى الى أن جسم المريض حتى صار الاعتماد عليه يكاد يكون كليا ضد الأمراض التى كان الجسم يقاومها ويتغلب عليها بمفرده قبل اكتشاف هذه المضادات ولم يتوقف أحد الأطباء ليسأل نفسه وماذا كان الإنسان يفعل وكيف استمرت الحياة البشرية قبل اكتشاف المضادات .
متى يعطى المضاد الحيوى؟
أولا : لا يجب ان يتناول المريض مضادا حيويا بدون استشارة الطبيب وليس الصيدلى القريب فلكل مرض دواؤه ومضاده المناسب والطبيب هو الأدرى بنوع المضاد والفترة اللامة والجرعة المطلوبة.
يخطئ المريض كثيرا إذا تناول بلا استشارة طبية فكثير من الأعراض تتشابه ولكن الأمراض المسببة لها مختلفة.
خذ مثلا ارتفاع درجة الحرارة قد يكون السبب التهابا فيروسيا بالحلق لا يتجاوب مع المضاد الحيوى بل يسبب إعطاؤه ارتفاعا اكثر – وأطول.
وقد يكون السبب مرضا يحتاج لمضاد حيوى معين كمرض التيفود مثلا وهو فى بدايته لا يقدم من الأعراض ما يزيد على أعراض الأنفلونزا ولا يشخص المرض ولا يقدم الدواء الا طبيب متخصص.
قد يؤدى الخطأ فى إعطاء الدواء المناسب للمرض او الى استعماله الى حدوث شفاء ظاهرى يخدع المريض فيعد لاستئناف نشاطه – فيحدث المضاعفات الشديدة.
وقد يؤدى إعطاء المضاد بجرعة اقل من اللازم او لفترة اقصر من الواجب الى نشؤ أجيال جديدة من الجراثيم التى لا تستجيب لهذه المضادات والمثل الواضح لذلك هو البنسلين الذى كان اكتشافه فتحا فى عالم العلاج فانحدر به الأم ( لسوء الاستعمال) الى الآن اصبح لا يعالج الا بعض أنواع التهاب الحلق!!!
ما هى أضرار المضادات الحيوية ؟!
لكل مضاد أضراره… ولم يتم اكتشاف المضاد المضمون 100%.
ومن المضادات ما يؤثر فى الجهاز السمعى ومنها ما يضر بالكليلتين والكبد ولا يعرف كل هذا الا الطبيب المعالج .. لذا فهو الأدرى بما يناسب المريض والمرض ومن هذه المضادات ما يؤثر على الجنين ولذا يجب على الحامل الا تتعاطى أيا منها وخصوصا فى شهور الحمل الأولى الا بعد استشارة الطبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق