2009-04-15

اثار المطريه



آثار المطرية مأوي للعقارب والثعابين..
اندثار حفريات عبدالعزيز صالح.. ولا عزاء للعلم!!
مني شديد
من المناطق الأثرية التي أصبحت منسية تماما منطقة هليوبوليس أو إيون المعروفة الآن «بالمطرية وعين شمس» والتي أصبحت فريسة سهلة لكل أشكال التعدي سواء غابات الحشائش التي تنمو بسرعة هائلة والمياه الجوفية وأيضا التعديات السكانية من سرقات للآثار وبناء المنازل فوق المناطق الأثرية رغمًا عن أنف المجلس الأعلي للآثار، هذه المنطقة تعتبر من أهم المناطق الأثرية في مصر خاصة أنها كانت علي مدي التاريخ الفرعوني مركزًا رئيسيا لعبادة الشمس وخرجت منها واحدة من أهم نظريات خلق الكون التي ارتكزت عليها الديانة المصرية القديمة وهي نظرية «التاسوع».
أهتم الملوك بالتقرب إلي إله. «الشمس» وتشييد المعابد في هذه المنطقة وعثر فيها علي شواهد ترجع إلي حضارات ما قبل التاريخ ومقابر من الأسرتين الأولي والثانية وأهتم بها الملك زوسر وفي الدولة الوسطي شيد الملك أمنمحات الأول معبدًا لاله الشمس زين مدخله ابنه سنوسرت الأول باقامة مسلتين من الجرانيت مازالت إحداهما قائمة وازداد الاهتمام بالمنطقة في الدولة الحديثة وشيدت العديد من المعابد والمقاصير في عصر تحتمس الثالث وامنحتب الثالث ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث ورمسيس التاسع واستمر هذا الاهتمام في العصر المتأخر.
وعلي الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة فانها حتي الآن لم تتحول إلي مزار سياحي وهو ما أدي إلي تدهور حالة آثارها التي لم تلق أية رعاية كافية منذ انتهاء الحفائر التي قامت بها كلية الآثار بجامعة القاهرة في الفترة من 1976 وحتي 1983 وكانت بالتحديد في منطقة عرب الحصن تحت رئاسة العميد السابق للكلية المرحوم د. عبدالعزيز صالح إلا أن المناطق الثلاث التي تم الكشف عنها خلال هذه الحفائر أصبحت في حالة يرثي لها فالأولي وهي منطقة المعابد الرئيسية في عرب الحصن وبها بقايا أثرية لمعبد رمسيس التاسع ومعبد لرمسيس الرابع وهي عبارة عن أعمدة وأجزاء من جدران المعبد المنقوشة إلي جانب بعض المساكن والمخازن من الطوب اللبن وآبار ترجع للعصر الروماني. كما تم الكشف عن أرضية المعبد لكن كل هذا أختفي الآن أسفل غابات الحشائش التي تغطي معالمها تمامًا، وأصبحت مأوي للعقارب والثعابين ويلجأ القائمون علي إدارة المنطقة الأثرية في بعض الأحيان إلي «حرق» هذه الحشائش للتخلص منها لكنها تعود مرة أخري بسرعة هائلة.
وعلي الجانب الآخر أدت الرطوبة والمياه الجوفية في المنطقة إلي تآكل بعض النقوش الموجودة علي الجدران التي عثر عليها في المنطقة حيث إن عملية الترميم الوحيدة التي قامت بها إدارة الترميم التابعة لمنطقة آثار المطرية كانت بناء دعامات علي جانب الجدار لتثبيته والتي تمت باستخدام «الأسمنت» رغم أن الحجارة التي تم البناء بها أثرية من بقايا المعبد.
بينما أشار د. صلاح الخولي وكيل كلية الآثار للدراسات العليا والذي سبق له العمل في حفائر د.عبدالعزيز صالح والمسئول حاليا عن حفائر كلية الآثار بهذه المنطقة إلي أنه حاول استكمال الحفائر مرة أخري خلال العام الماضي إلا أنه بسبب المياه الجوفية لم يستطع تنفيذ ذلك وتم فقط القضاء علي الأعشاب وحشائش الهالوك التي تهدد المنطقة باستخدام أحدث الوسائل الكيماوية وقام بها متخصصون في الترميم من المجلس الأعلي للآثار ومن الكلية علي أمل أن تكون هذه الوسيلة دائمة وتقضي علي الحشائش تمامًا إلا أنها عادت مرة أخري، كما تم خلال هذه الحفائر التي لم تتعد الشهر كما يقول د. صلاح: بناء دعامات من أسفل للأعمدة لحمايتها من المياه الجوفية، ولكن بعد زيارة «الموقف العربي» للمنطقة أتضح أن هذه الأعمدة سقطت مرة أخري دون اهتمام من القائمين علي المنطقة الأثرية لتثبيتها ورفعها عن الأرض.
أما المنطقة الثانية التي اكتشفها د. عبدالعزيز والمعروفة باسم «الرياح» والتي كانت عبارة عن مصرف ذكر د. صلاح الخولي أنه قد عثر فيها علي مقبرة عبارة عن بئر عميق له درج ينزل إلي باطن الأرض، كما عثر علي كتل أثرية ضخمة من بقايا معبد الملك رمسيس الثاني وقد نقلت من مكانها إلي المخزن المتحفي ومنطقة الرفع بينما غرقت هذه المقبرة الآن تحت المياه الجوفية.والمنطقة الثالثة هي المعروفة بأرض فرج وبها بقايا معبد لرمسيس الثالث عبارة عن تمثال علي شكل أبوالهول ولوحة تصور الملك يقدم القرابين للآلهة واثنان من قمم الأعمدة التي نقشت عليها القاب الملك وهذه الآثار أيضا غارقة في الحشائش والهالوك الذي يكاد يغطيها كما تظهر عليها آثار التآكل بصورة مفزعة بسبب المياه الجوفية حيث تحيط الأراضي الزراعية بهذه المناطق الأثرية من كل مكان وسبق أن تعرضت بقايا معبد رمسيس الثالث لمحاولة للسرقة منذ ما يقرب من شهر، وتظهر علي الأرض آثار البلدوزر الذي حاول اقتلاع لوحة رمسيس الثالث ليلا من مكانها وآثار حرق الحشائش التي تمت للكشف عن الأثر، ومن الأخطار التي تهدد المنطقة أيضا عدم وجود حراسة كافية فكل موقع أثري يقف عليه حارس واحد وبدون سلاح ويقضي الحراسة في «كشك» من الصاج والخشب! كما أنه لا توجد وسائل لاضاءة هذه المواقع ليلا.
كل ما ذكرناه حتي الآن في أغلبه أخطار بيئية تهدد الآثار المهملة في هليوبوليس رغم أهميتها الأثرية ربما لأن القائمين علي المجلس الأعلي للآثار لا يرون أنها بالأهمية التي نعتقدها نحن أو ربما يرون أنه لدينا ما يكفي من الآثار، فلماذا نهتم بآثار المطرية! وفي المقابل هناك آخرون يهتمون بالتعدي عليها أو سرقتها وهو نوع آخر من الخطر يهدد المنطقة وهو خطر البشر،.

منقول من مجله الموقف العربىالعدد321

ليست هناك تعليقات: